رمضان في مصر

رمضان شهر عظيم له اهمية خاصة لدى المصريين وكل
الشعوب الاسلامية بالطبع , فالجميع فى مصر يستعد لاستقبال الشهر الكريم ,
وان كان أرتفاع الاسعار قد تسبب فى احجام الكثيريين عن شراء انواع بعد
المواد الرمضانية الأساسية المختلفة , ولكن روح التكافل والتراحم التى
تنشط فى رمضان قد ساهمت بشكل كبير فى رسم البسمة على وجوه المحتاجين ,
فرمضان يعتبر بالنسبة لكثيرين عيد ينعمون فيه , ويشعرون برغد العيش ,
وخاصة بين الفقراء.
اما معالم رمضان هذا العام فلم تختلف كثيرا سوى فى
تغيير بعض اشكال الفانوس الذى اتخذ أشكالا جديدة , والبضائع الرمضانية
التي تفصح عن الغزو الصينى للسوق المصرى , ومحاولة طمس هوية فانوس
المصريين المعهود , ولكن مظاهر الاحتفال برمضان كما هى لم يتغير منها شىء
على الاطلاق ولنبدأ باثر من اثار رمضان وهو الفانوس:


فانوس رمضان


بائع
الفوانيسالفانوس من اهم مظاهر احتفال المصريين بالشهر الفضيل , فتجد كل
الاسر المصرية حريصة على شراء الفوانيس للاطفال والعائلة , او شراء
الفانوس الكبير لتعليقه كزينة بالشرفات والشوارع تعبير عن البهجة والسرور
, والفانوس له صلة وثيقة بالمسلمين القدامى, فقد استخدم الفانوس فى صدر
الإسلام فى الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب
وقد عرف المصريون فانوس رمضان فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ وقد وافق
هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها
بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية
فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح
الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من
أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، كما صاحب هؤلاء الأطفال –
بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس ، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً
بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر ومنها "وحوي يا
وحوي ,ورمضان جانا".

الياميش


الياميشوتحرص كل الاسر
المصرية على شراء الياميش فى رمضان ؛ لانهم لا ياكلونه الا مرة واحدة فى
العام ويبدأ الياميش بالبلح وقمر الدين وعين الجمل والقراصية والزبيب وجوز
الهند والبندق والفول السودانى ,والتين المجفف والتمر ... الخ , وتتناول
كل انواع الياميش بعد الافطار فى جلسة مليئة بالحب والود .

الزيارات العائلية
قد
لا نكون مبالغين اذا قلنا ان المصريون من اكثر الشعوب اسرافا فى عزومات
رمضان , فتبدأ بالاهل والاحباب , وفى بعض الاماكن يتم تنظيم افطار للعمارة
الواحدة بحيث تقوم كل اسرة باحضار صنف طعام , وهناك افطار الحى الذى يتم
بالمسجد , وتكثر فى مصر مايسمى بالافطار السياسي فتجد كل حزب سياسى له
افطار خاص به , وهذا يخلق جو من التسامح والود ونزع الخلافات بين الاهل
والجيران .

الخيمة الرمضانية
وقد انتشرت فى مصر ظاهرة الخيمة
الرمضانية التى أصبحت من السمات المميزة لشهر رمضان الكريم ، وهى تعد
ملتقى العائلات التى تسهر فى الجو الرمضانى ، وهناك كمن يهتم بأن يتضمن
برنامج الخيمة التواشيح الدينية ، وقد اهتمت الأندية الكبرى فى القاهرة
خاصة بإنشاء الخيم الرمضانية التى تمتد سهراتها حتى السحور، كما كان
لمقاهى القاهرة دور بارز فى عمل الخيم الرمضانية ذات الطابع الشعبى , ولكن
جمهور الخيم قاصر على الاثرياء فقط .

مائدة الرحمن
وتعد
موائد الرحمن من مظاهر الشهر الكريم ، وعلى الرغم من بساطتها وإقبال الناس
عليها - خاصة من غير المقتدرين - فإن موائد الرحمن يخضع إعدادها إلى عدة
مراحل تبدأ بعمليات شراء المواد التموينية وتوفير مخزن الطعام، ثم مرحلة
اختيار العمالة المأجورة للعمل داخل موائد الرحمن، فمرحلة طهى الأطعمة، ثم
إعداد المائدة وتجهيزها تمهيداً للمرحلة الأخيرة وهى توزيع وجبات الإفطار
على ضيوف المائدة.

مدفع رمضان
يشير التاريخ إلى أن المسلمين
– فى شهر رمضان - كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت
النوم ، وعندما بدأ استخدام الآذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بآدائه . وقد
حاول المسلمون على مدى التاريخ – ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار
الإسلام – أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد
الإفطار ، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود , والذي يتميز بلونه الأسود
الذى يتم تجديد طلائه بين الحين والآخر .

والمدفع عبارة عن ماسورة
من الصلب ترتكز على قاعدة حديدية يتوسطها عجلة لتحريك ماسورة المدفع ،
وترتكز من ناحية على الأرض ومن ناحية أخرى على محور حديدى يتوسط عجلتين
كبيرتين من الخشب تساعدان على تحرك المدفع من مكان لآخر إذا لزم الأمر .


المسحراتي
"اصحى
يانايم وحد الدايم رمضان كريم" , بهذه الكلمات يجوب المسحراتى فى تمام
الثانية صباحا لايقاظ الناس ليتسحروا, فهى مهنة شعبية تعتمد على الكلمات
والأناشيد والطقوس الخاصة البسيطة. وشخصية "المسحراتي" أقرب إلى الفنان
الذي يؤدي دور البطولة على خشبة المسرح، مدة ظهوره هي 30 يوما فقط في ليل
رمضان، أما باقي الأبطال فهم الطبلة والعصا وصوت جهوري ينادي ويتغنى ,
والاطفال يكونون فى انتظار مروره من امام بيوتهم ويسعدون اذا قال اصحى يا
احمد او يا ياسمين ويعتبرون ذلك تشريفا لهم وويتباهون به بين اصدقائهم ,
ويتعاون اهل الحى الذى يوجد به المسحراتى على اعطاء مقابل لمجهوده ,
والمسحراتى لايجد غضاضة فى ذلك. .

اكلات رمضانية
حظيت
الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى التراث المصرى والشعبى ، وكانت – ولا
تزال – من عناصر فولكلور الطعام فى مائدة شهر رمضان ، وقد بدأت الكنافة
طعاماً للخلفاء ، إذ تُشير الروايات إلى أن أول من قُدم له الكنافة هو
معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام ، كطعام للسحور لتدرأ عنه الجوع
الذى كان يحس به . واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى ابتدعها
الفاطميون ، ومن لا يأكلها فى الأيام العادية ، لابد أن تتاح له – على نحو
أو آخر – فرصة تناولها خلال رمضان، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة
بالطعام فى شهر رمضان فى العصور الأيوبى والمملوكى والتركى والحديث.
باعتبارها طعاماً لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعبى .

كذلك
ارتبطت الأكلات الشعبية الاخرى بشهر رمضان فى مصر , مثل طبق الفول المدمس
, والزبادى , اضافة الى ياميش رمضان ومشروب قمر الدين المصنوع من المشمش ,
وكذلك بعض الفواكه المجففة كالمشمش والتين والعنب (الزبيب) والقراصيا
وغيرها , حيث تتنوع طرق اعداد وتقديم هذه المأكولات التى لا يقبل عليها
الناس عادة إلا فى رمضان.

تجارة الكتب والاشرطة الدينية
تنشط
تجارة الاشرطة والكتب الدينية فى رمضان بشكل كبير , مما يجعل الكثيرون
يلجأون لهذه التجارة فى ايام الشهر الفضيل , فنجد المكتبات الاسلامية
الكبيرة قد استعدت للشهر الكريم بكل ما يلزم , وصغار التجار نجدهم يفترشون
الارصفة وامام المساجد , ومن المظاهر الدينية للاحتفال بهذا الشهر الكريم
امتلاء المساجد بالمصلين وبخاصه صلاة التراويح فى العشر الاوائل كثرة
الدروس الدينية ومقارئ القرآن الجماعية والأعتكاف بالمساجد في العشرة
الأخيرة من رمضان ويزداد الاقبال على قراءة القرآن فى كل مكان وزيادة
العطاء للفقراء والمساكين ,وتزين المساجد بالانوار من الخارج,ويقبل الشباب
على الدورات الرياضية الرمضانية ويفطر الناس فى رمضان على صوت مدفع رمضان.
وبعد
الأفطار يخرج الناس ليلا إلي الشوارع و المقاهي، و حضور الحفلات إلخ...
وذلك للترويح عن النفس مما يجعل شهر رمضان عيدا يحتفل به جميع المصريين.

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول