فى يوم من ايام المدينة الهادئة الجميلة
الرائعة التى كانت تضم حبيبنا محمد -ص- دخلت غزالة على غير العادة واخذت
تمشى فى طرقات المدينة وراسها منحنى نحو الارض .
وكانت تمشى واثقة
الخطوات وكانها تعرف طريقها ....... وتعجب الناس من هذه الغزالة التى تمشى
بين الناس ولا تخشى احد .
حتى اتت مسجد حبيبى ونور عينى محمد -ص-
واقتربت
من الحبيب .. واقتربت اكثر حتى آتته وعيناها زائغة وراسها الى الارض
بانكسار
وفهم الحبيب محمد -ص-
واقترب منها وفهم شكواها
فإذا
به ينظر الى الناس ويقول
من منكم اليوم افجع هذه الغزالة فى اولادها
فسكت
الناس ......... وسكتوا ........ حتى خرج من بينهم رجل يقول فى اضطراب
.... أنا يارسول الله
ولكنى والله لم اقصد غير الصيد
فنظر اليها
الحبيب فى عطف واشفاق ثم نظر الى الرجل وابتسم قائلا
هل تقبل شفاعتى
فيهم ......... وترد عليها اولادها
حملق الرجل متعجبا ....... شفاعة
النبى ........ وفى حيوان
نعم .... نعم يارسول الله ........ ووالله
ماارد شفاعتك
وذهب الى البيت وأتى ومعه صغيرين من صغار الغزلان
ورفعت
الغزالة راسها وفى عينيها كأنه الدموع ثم نظرت الى رسول الله ثم الى
اولادها
فقال الحبيب
خلو بينها وبين صغارها فانها مفجوعة
وجرت
الغزالة على اولادها تمسحهم وتتمسح بهم كأنها روحها قد ردت اليها ثم ادبرت
خارج المسجد ولكنها توقفت لتنظر وراءها الى الحبيب نظرة مانسيها اهل
المسجد ابدا
نظرة الشكر والامتنان الى الحبيب
الى رحمة الله
للعالمين
وابتسم لها النبى
وقال دعوها فلايقربها ولا ابنائها احد
منكم
وظلت الغزالة فى المدينة اياما وايام بل وسنوات لا تبرح طرقات
المدينة
لانها فى جوار الرحمة المهداة ............ ولم يقربها احد ولا
اولادها
ثم فجأة ودون سابق انذار ...... اختفت الغزالة واختفى اولادها
اتدرون
متى .........؟
يوم نادى المنادى فى الناس
ايها الناس
............ مات رسول الله
اختفت الغزالة واختفى اولادها لان
المدينة لم يعد فيها غير الناس
من اجل ذلك ................ احب سيدنا محمد